التعجب من أساليب الإنشاء غير الطلبي ، وهو شعور داخلي تنفعل به النفس حين تستعظم أمرا نادرا .
والذي يفهم منه التعجب بصيغته العادية إنما هو فعل التعجب والذي صيغتاه : ما أفعله وأفعل به .
ويشترط في فعل التعجب أن يكون ثلاثيا غير منفي تام التصرف مبنيا للمعلوم فير ناقص وقابل للتفصيل ، وليست الصفة المشبهة منه على وزن أفعل وإذا لم يستوف الفعل هذه الشروط يؤتى بمصدره الصريح أو المؤول بعد : ما أفعله وأفعل به من فعل مناسب للمعنى ولا يصح التعجب مطلقا من الأفعال التي لا يتفاوت معناها وكذا الأفعال الجامدة .
وقد يكون التعجب بواسطة أساليب أخرى مثل كلمة عجب ومشتقاتها والفعل شدّ وصيغ الاستفهام المقصود منه التعجب ، والعبارات التالية : للّه درُّ ، للّه أبُو ، يالَ ... وغيره من أساليب النداء ، وسبحان الله مع قرينتها الدالة على التعجب .
وقد يخرج التعجب من التعظيم إلى غيره من الأغراض الأدبية كالتوبيخ والتفريغ والتهويل والتحقير والذم والإعتراف والإكبار والمدح والتفخيم وما إلى ذلك ...
التطبيق :
قال دعبل الخزاعي في الحكمة :
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم !...
الله يعلم أني لم أقل فندا.
أني للأغمض عيني وأفتحها...
على كثير ولكن لا أرى أحدا.
المطلوب :
1-أعرب ما تحته خط في النص.
2- استخرج من البيتين أسلوب تعجب وبين صيغته والغرض منه.
3- لاحظ الفعلين فند وفنّد وميز بينهما من حيث الصيغة والمعنى .
4-أعد كتابة مطلع البيت الأول مبدلا صيغتي التعجب بصيغتين أخريين له.
حل التطبيق :
1/ الإعراب :
ما: نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ ، وجاز الإبتداء بالنكرة لتضمنها معنى التعجب .
أكثر: فعل ماض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح الظاهر على آخره وفاعله ضمير مستتر وجوبا .
الناس: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
وجملة أكثر الناس في محل رفع خبر ما .
والجملة الاسمية ما أكثر الناس ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
2/ البلاغة:
أسلوب التعجب من النص هو : ماأقلهم – أي الناس – وصيغته هي ما أفعل وأما الغرض منه فهو التحقير والذم .
3/ الصياغة الصرفية :
التمييز بين الفعلين فند وفنّد من حيث الصياغة المعنى :
الفعل فَنًَدَ ( وزنه فعل – فعل لازم – أفاد المعنى فقط – معناه : كذب كذبا – مافند من قال : لكل مقام مقال ولكل دهر رجال .)
الفعل فَنَّدَ : ( فعل معتل – فعل متعدي- أفاد تعدية الفعل فند – معناه كذّب تكذيبا-فنّد كعب بن مالك خبر مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد.)
4/ التراكيب:
استبدال صيغتي التعجب الواردتين في البيتين:
ماأكثر الناس ! لا بل ما أقلّهم !
أكثٍر بالنّاس ! لا بل أقلل بهم !