الـــــــــــــــــــــــــــســـــلام عـــلــيـــكم ورحـــــــــــــــمـــــــــــــــــــة الله وبــــــــــــــــــركــــــــــــــــــــاتـــــــــــــــــــه
يقول الله تبارك و تعالى في كتابه العزيز " جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَاماً لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ... "- 97 المائدة . و يقول تبارك و تعالى" إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ...) " 96 - 97 آل عمران .
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل ؟ قال : " إيمان بالله و رسوله " ، قيل ثم ماذا ؟ قال " حج مبرور " . و ايضا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من حج فلم يرفث و لم يفسق رجع كيوم ولدته أمه " رواه البخاري و مسلم .
و الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام التي بني عليها الإسلام و إستقام ، و هو - كما قال أبو حامد الغزالي في كتابه " إحياء علوم الدين " - من اركان الإسلام و مبانيه ، عبادة العمر ، و ختام الأمر ، و تمام الإسلام ، و كمال الدين ، و فيه أنزل الله عز و جل قوله " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا " ، و بعد أن نزلت هذه الاية الكريمة جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه و قال له : يا عمر ، نزلت عليكم معشر المسلمين آية في القرآن الكريم لو نزلت علينا معشر اليهود لإتخذنا يومها عيدا ، فقال عمر رضي الله عنه : و أي أية هذه ؟ فقرأها عليه اليهودي ، فقال عمر : و الله إني لأعلم هذه الآية و متى نزلت و في أي مكان نزلت ، إن هذه الاية نزلت يوم عرفة و كان يوم جمعة على حبل عرفات في حجة الوداع على قلب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم .
و المعنى الفقهي للحج هو قصد مكة لأداء عبادات الطواف و السعي و الوقوف بعرفة و أداء سائر المناسك إستجابة لأمر الله تبارك و تعالى و إبتغاء مرضاته ، و من أدى الحج نال الجزاء و الثواب من الله ، و من لم يؤده لعدم الإستطاعة المادية أو البدنية لا يعد آثما ، و من لم يحج منكرا وجوبه فقد كفر و إرتد عن الإسلام .
و الحج كعبادة يعد جهادا و من أفضل أنواع الجهاد ، فعن الحسن بن على رضي الله عنهما ان رجلا جاء إلى النبي محمد صلى الله عليه و سلم فقال له : إني جبان ، و إني ضعيف ، فقال له الرسول " هلم إلى جهاد لا شوكة فيه : الحج " رواه عبدالرزاق و الطبراني و رواته ثقات . و عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله ترى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد ؟ قال عليه الصلاة و السلام " لكن افضل الجهاد ، حج مبرور " قالت عائشة : فلا أدع الحج بعد إذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه و سلم . و قالت فاطمة الزهراء إبنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أم سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين : " جعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، و الزكاة تزكية للنفس و نماء في الرزق ، و الصيام تثيبتا للإخلاص ، و الحج تشييدا للدين ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مصلحة للجميع